فيروس الكورونا والخوف من الموت
إيروثاوس مطران نافباكتوس، شباط 2020
تعريب: فيرنا جدعون
مع انتشار ما يُسَمّى بفيروس الكورونا (COVID-19)، ظهرت فيروسات أخرى كالذُّعر والخوف والمرض، وأود أيضًا أن أطرحَ فيروس "الخوف من الموت". إنّ الخوف من الموت في الأساس هو حالةٌ تُسبّب الخوف والهلع العامّ.
خُلِقَ الإنسان لِيَحيا إلى الأبد، لكنّ الخطيئة سَبّبت الموت. ليس اللهُ سببَ الموت، بل حريّة إرادة الإنسان. فأصبح الموتُ واقعًا ابتلى به الجنس البشريّ، وعندها نشأ الخوف والذُّعر من الموت.
الموت بالتّالي هو واقعٌ شاذّ، الدّيمقراطيّ الأعظم كما يسمّيه أبي الرّوحي الميتروبوليت "كالينيكوس من إيديسا"، بما معناه أنّه لا يميّز بين أحد. يموت البشر من كافّة الأعمار، من الأطفال وحتّى كبار السّنّ. قليلون هم من يتعدّون مئة عامٍ من العمر.
تتعدّد أسباب الموت، من أمراضٍ إلى فيروسات مختلفة إلى مشاكل تتعلّق بأعضاء الجسم المختلفة ومشاكل يسبّبها التقدّم بالعُمر. تتعدّد الأمراض. يعتقد النّاس أنّهم سيعيشون إلى الأبد، إلّا أنّه كلّما عاش الإنسان مدّةً أطول كلّما ازدادت نسبة مُعاناته من أمراض تَقَدُّم السِّنّ كفُقدان الذّاكِرة والألزهايمر، إلخ…
إضافة إلى ذلك، وعلى صعيدٍ يوميّ، هناك تَزايُدٌ لخطر الموت على الأسفلت، أي حوادث السّير، الذي تتخطّى نسبتهُ نسبة الموت من أمراضٍ عديدة، كما نجد أيضًا تَزايُدًا في خطر الموت عبر الانتحار. تستمرّ الحروب عبر القارّات بالتّسبّب بالموت، ويحصد الجوع أرواحًا أيضًا.
علاوةً على ذلك، الأمرُ الأكثرُ رعبًا هو أنّ الإنسان يقتل أخاه الإنسان. يُقتَلُ ثلاثون ألف جنينٍ بالإجهاض كلّ سنة ما يُعادل حجم مدينةٍ كبيرة، ويتمّ ذلك تحت حماية القانون، والنّاس "المُتَحَضِّرون" لا يَرُفّ لهم جفن، إلّا أنّ الذُّعر يتملّكهم من فيروس كورونا! أليس هذا مستوىً عالٍ من النِّفاق؟
عدا عن ذلك، إنّ فيروس "الخوف من الموت" هو الذي يخلق المشاكل الإجتماعية والرّوحيّة، ويجعل النّاس أشقياء. إنّه يملؤهم بمخاوفَ نفسيّة ووجوديّة وإجتماعيّة عديدة. لكنّ الخوف من الموت هو السّبب الأساسيّ لجميع الحالات الأُخرى: حبّ العظمة وحبّ اللّذة وحبّ المال.
https://www.johnsanidopoulos.com/2020/03/the-coronavirus-and-fear-of-death-metr.html
بالطّبع علينا اتّخاذ كلّ الإجراءات الضروريّة، بالتّوافق مع مقرّرات مجمع كنيستنا المقدَّس، وعدم الجُنوح عَمّا يقوله الأساقفة والإكليروس. ولكنّ في النّهاية، علينا أن نؤمن بالله ونتخطّى الخوف من الموت.
آخر المواضيع
تيك توكر يونانية شهيرة تصبح راهبة أرثوذكسية
الفئة : مواضيع متفرقة
تَقريظٌ لقطع رأس النّبيّ السّابق المجيد يوحنّا المعمدان
الفئة : مواضيع متفرقة
مَحبَّةُ الذّات: هوى عصرِنا الحاضر
الفئة : مواضيع متفرقة
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني