عظة في إنجيل الإيوثينا الرابعة (لوقا 24: 1 - 12)

عظة في إنجيل الإيوثينا الرابعة (لوقا 24: 1 - 12)

الميتروبوليت إيروثاوس فلاخوس

نقلها إلى العربيَّة: نديم سلُّوم

 

تَكْمِلَةً لتفسيرنا أناجيل الإيوثينا، أي الأناجيل التي تُقرأ خلال صلاة سحر يوم الأحد والتي تشير إلى قيامة المسيح، سنبحث اليوم الإنجيل الذي قُرئَ هذا الصباح أثناء صلاة السحر وهو الإيوثينا الرابعة.

يشير إنجيل اليوم إلى زيارتَين لقبر المسيح. الزيارة الأولى كانت لحاملات الطيب وهنَّ مريم المجدليَّة ونونا ومريم أم يعقوب، أمَّا الزيارة الأخرى فكانت للرسول بطرس. المهمّ هنا أنَّ لا أحد منهم رأى المسيح القائم، بل رأت النسوة شابَّين بثياب لامعة، وهما ملاكَين، وبطرسُ رأى فقط الكفنَ الذي وَجَدَهُ في قبر المسيح.

ومن المثير للعجب، بشكل خاص، عندما يقرأ المرءُ أحداثَ القيامة أنَّ النسوة اللواتي يُطلَق عليهنَّ "حاملات الطيب" كنَّ أول مَن ذَهَبْنَ إلى القبر، وأخبرْنَ التلاميذَ بعد ذلك عن حدث القيامة، لكن التلاميذ لم يتلقّوا الخبر من النسوة على الفور.

كانت النسوة حاملات الطيب يتمتَّعن بشجاعة روحيَّة وإيمان عظيم، ولهذا استحقَقْنَ الشرف العظيم لِيَكُنَّ أولى الإنجيليّين والرسل. وبهذه الطريقة تمّت استعادة الطبيعة الأنثويَّة. كما نعلم، أخطأت حواء أولاً ثم تسبَّبت في سقوط آدم. والآن بقيامة المسيح تم تصحيح ذلك، فكان أوَّل من شَهِدَ بمعجزة قيامة المسيح هنَّ النسوة اللواتي نقلْنَ هذه الرسالة إلى التلاميذ.

ثم شعرتْ حاملاتُ الطّيب وبطرس الرسول بالقلق عند دخولهم القبر. يجب أن نفهم أنَّ القبر الذي وُضع فيه المسيح لم يكن تحت الأرض، بل داخل صخرة. هذا هو القبر الذي دخلتْهُ حاملات الطيب وبطرس الرسول. وعندما دخلوا القبر رأوا أنَّه فارغٌ، لا يوجد فيه شيءٌ إلاَّ الكفن، فشعروا بالقلق. بالطبع سبق أن أعلن المسيحُ قيامتَه، لكن قيامة الإنسان هي حدث عظيم، خاصةً أن يقوم الإنسان بنفسه، بقدرته الخاصة، كما فعل المسيح حيث أقامت ألوهيَّتُه جسدَه، وهذا يتجاوز العقلَ والإدراكَ البشريّ. فالقلقُ وعدمُ التَّصديق، قبل هذا الحدث، أمرٌ طبيعيّ بحسب الإدراك البشريّ. لكن داخل كنيسة المسيح القائم من بين الأموات، يمكن تحقيق كل شيء، حتى الأمور المُستَغرَبة.

رأت النسوةُ ملاكَين يرتديان زيًّا لامعًا، وهو نور الله الذي يتلقَّاه الملائكة عندما يقتربون من الله. عندما يلتقي الناسُ، لأوّل مَرّةٍ، بآخرين من شعب الله، ينقلون إليهم رسالة القيامة، وبعد ذلك، وفقًا لِطاعَتِهم ووفقًا لتدبير الله، يصبحون مستحقّين لرؤية المسيح القائم نفسه. إنَّ الطاعة لآبائنا الروحيين وقديسي كنيستنا هي مرحلة ضروريَّة للتحضير لهذا الظهور العظيم للمسيح واللقاء الشخصيّ والشركة معه.

فقال الملائكة لحاملات الطيب: لماذا تطلبْنَ الحيَّ بين الأموات، ليس هو ههنا، لكنَّه قام. ليس إلهُ الكنيسة الأرثوذكسيَّة الإلهَ الذي يعيش بين الأموات. ليس إلهًا ميِّتًا، بل إلهًا حيًّا. ومَن أراد أن يختبر ذلك فليُطِعْ الملائكةَ المعاصرين وهم القديسون، وليتَّبِعْ نصائحَهم. عندئذ سيتأكَّد من ذلك شخصيًّا وسيقوم بالتأكيد من أعمال الخطيئة.

 

https://www.johnsanidopoulos.com/2019/07/homily-on-fourth-eothinon-gospel-luke.html