لن يَحكُمَ اللهُ علينا لأنَّنا خَطِئنا

لن يَحكُمَ اللهُ علينا لأنَّنا خَطِئنا

الميتروبوليت أغسطينوس كانتيوتيس أسقف فلورينا

نقلته إلى العربيّة: يولا يعقوب

 

المسيحُ يَقبَلُ الجميعَ، حتّى أعظمَ الخَطَأةِ. مَهْما كانَ عددُ الخطايا الّتي ارْتكَبَها الإنسانُ، فالمسيحُ يغفرُ لهُ شرْطَ أنْ يتوبَ. لِأَجْلِ ذلكَ تصرخُ القدّيسةُ الموقّرةُ مَرْيَمُ المصريّةُ «توبوا! ». وفي كلّ يومٍ وكلّ ساعةٍ المسيحُ يصرخُ: «توبوا!» (متّى ٣: ٢). لَقَد دَعانا لتَغييرِ سلوكِنا، على مثالِ مَرْيَم المصريّة وجميعِ القِدّيسين.

«توبوا!»، هكَذا تصرخُ كلُّ عناصرِ الطّبيعةِ، والبرقُ والرّعدُ، وَوَيْلٌ لَنا إنْ لَمْ نَسمَعْ.

«توبوا!»، هكَذا تصرخُ كلُّ الكوارثِ الطّبيعيّةِ، والفَيَضاناتُ الّتي تَجْعَلُ الأنهارَ تَفيضُ وتُهدّدُ بِإغراقِ النّاسِ، والزَّلازلُ الّتي تهدمُ المنازلَ، والحَرائقُ الّتي تحرقُ الغاباتِ، والأمراضُ الّتي تجلبُ لنا الشّدائدَ.

«توبوا!»، هكَذا تصرخُ القبورُ، والموتُ الّذي يأتي كلَّ يومٍ. لكنَّ النّاسَ لا يَزالونَ غَيْرَ مُتَأثّرينَ وَلا يَتوبونَ. تَمُرُّ السَّنواتُ، ويَشيبُ الشَّعرُ، و تَسقطُ الأسنانُ، ويَذْبلُ الجِسمُ، والنِّهايةُ قَريبةٌ، وَمَعَ هذا كُلّهِ، فالإنسانُ لا يقولُ: «أنا أتوبُ».

قَدْ سَبَقَ وَقُلْتُها مِرارًا: لن يَحكُمَ اللهُ علينا لأنَّنا خَطِئنا، لكنَّهُ سَيَحْكُمُ علينا لأنَّنا لَمْ نَتُبْ.

https://www.johnsanidopoulos.com/2014/04/god-will-not-judge-us-because-we-sinned.html?m=1