الزّواج: نعيم أم جحيم؟

المطران أثناسيوس – متروبوليت ليماسول

تعريب جنيفر سعد

 

«وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ» (1 بط 8:3)

 

على الزّوجات أن تُتقِنَّ هذا الفنّ – أن تَكُنَّ وَدوداتٍ تجاه أزواجهنّ، كي يتآنَسوا بزوجاتِهم ويفرحوا. وهناك أمرٌ آخر.

يجب على الحَبيبات والزّوجات أن تعتنينَ بأنفسهنّ، لأنّه يحدث في الحياة الزّوجيّة أن يشعر المرء بما يشعر به الآخر، وما في داخل النّساء مكتوبٌ على وجوههنّ.

على سبيل المثال، تكون الزوجة حزينة وكئيبة، وتسألها، «هل هناك خطبٌ ما؟»

ولكن هذا واضح! أنت ِ تَعكِسين ما في داخلك.

هذه هي الطريقة التي تعمل بها نَفْسِيّة الرجل. لذلك من الأفضل أن تبتسم الزّوجة وتكون وَدودة، ولا تكون حزينة وكئيبة، لأنّه عندما يراها الزوج في هذه الحالة، يشعر بالتَّوَتُّر. لقد سيطر عليه الشّعور بأنّه عليه القيام بأمرٍ ما، فيصبح مثل الأسد المسجون في القفص.

على الزّوجة أن تعرف كيف تجلب له هذا الفرح - حتى لا يَعود الزّوج من العملِ، ويدخل الى البيت، ويجد زوجته وهي تَدْفُق مشاكلها عليه حالما يدخل المنزل. هذا خطأ!

«كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». ٱلَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلَادَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْرًا، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفًا ٱلْبَتَّةَ» (1 بط 6:3)

هكذا كانت الحال في قبرص مؤخَّرًا. أليس كذلك؟ كان الزّوج يقول: «هذه هي سيّدتي» والزّوجة تقول: «هذا هو سيّدي!» لا يقولون ذلك في هذه الأيّام. هل يتحدّثون بهذه الطّريقة؟ كلّا. كانوا يعبّرون بهذه الطّريقة من قَبل، أمّا الآن، إذا قَصدْتُم بعض القرى، ستجدون العديد من الرّجال المُسِنّين النُّبَلاء الذّين يتكلّمون بهذه الطّريقة؛ وترى أنّهم أناس سُعَداء جدًّا، لأنّهم يعرفون كيف يتكلّمون مع الآخر – فالزّوج يعرف كيف ينقل هذا الفرح، لأنّه من المهمّ جدًّا أن تكون زوجته سعيدة. 

عندما لا تكون الزّوجة سعيدة بل مُكتَئِبة ومُنفَعِلة، يَصعُب العيش معها. تصبح وكأنّها تحمل تحت ثيابِها منشارًا يقطع المعادن، وإن كنتَ مَعدنٍ، لَقطّعتكَ الى نِصفَيْن! يستحيل أن تبقى سالِمًا من دون أن تُصاب بالأذى. ستواجه المشاكل. حتمًا ستواجهها.

لذلك، ينبغي أن تكون الزّوجةُ وَدودة وتجلب الفرح لزوجها. وكما قلتُ سابقًا، على الزّوج أن يُظهر لزوجته الإحترام، ويمدحها ويُشعرها بالحنان والحبّ وأن يكون موضع ثقة ويَمُدَّها بكلّ ما تحتاجه منه.

علينا أيضًا أن نفهم أن الحياة الزوجيّة لا ترتكز على العلاقات الحميمة - فهي جزء صغير من الحياة الزوجيّة. إذا كان الزّوج لا يفهم هذا، ستظهر علّة في الزّواج. عليهما أن يفهما هذا قبل الزّواج. لذلك، لا تقبل الكنيسة بحزم العلاقات قبل الزّواج، كي يتمكّن الزّوجان من احترام بعضهما البعض كأفراد، ولا يرون ببساطة الجِنس في بعضهما البعض.

العلاقات قبل الزّواج تدمّر الزّواج. قرأتُ مُؤخَّرًا أنّه حتّى في الدّول الغربيّة (المُتحضّرة ، كما تَعوّدوا على وصفِها)، حيث توجد حريّة كاملة فيما يتعلّق بهذه الأسئلة، اكتشفَ الناس أن الحفاظ على الطّهارة والعفّة قبل الزّواج هو الشّرط الأساسيّ للنّجاح في الحياة العائليّة - لأنّ الزّواج حينها يكتسب أهميّة وقداسة، فتظهر شروط الاحترام المتبادل الكامل. وعلى وجه التحديد، يصبح الزّواج سرًّا مقدّسًا. وإلّا كلّ شيء يتمّ سَحقه قبل الزّواج، حيث يُصبح الزواجُ تكرارًا معتادًا لأمور سَبقَ وفعلوها مئات المرّات، وبالتّالي لا يفهمون المعنى الجوهريّ من الزّواج.

يقول الله نفسه أنّه عندما يدخل الإنسان في الزّواج، لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا (تك ٢: ٢٤، أفس ٥: ٣١). طبعًا، أنت تكرّم والدَيْك، لكنّ هذا التّكريم يستمرّ لحين الزّواج، ثم يأتي شخص آخر إلى حياتك، ألا وهي زوجتك. وأنت تترك أباك وأُمَّك، ممّا لا يعني، بالطّبع، أنّك لا تهتمّ بهم، ولكن ببساطة يجب ألا تنسى أن تلتصِق بزوجتك.

يتوجّه الكتاب المقدّس خاصّة للرِّجال، أي أن الرجل يجب أن يترك أباه وأمَّه قبل أي شيء، لأنّه إذا أخذهما معه فسوف يُعاني من الفشل، لن ينجح زواجُه. أمّا أهل الزّوجة فربما يقدِّمون بعض المساعدة كالإهتمام بالأطفال، وما إلى ذلك. لكنّني لا أظن أنّه يمكن لِرَبَّتَيْ منزل أن تَتَّفِقا في بيت واحد، ففي هذه الحال يجب أن يكون أحدهما قدّيسًا عظيمًا!

نقدّم الإحترام للجميع: لوالدَيْنا ولوالدَيْ الزّوج، فَهُما أب وأم لنا أيضًا. ولكن الواقع في هذا الإحترام أن يكون مُتَعَقِّلاً، لأنّ العلاقة بين الزّوجين يجب ألّا تتزعزع بسبب تدخّل الوالدَيْن. مهما حدث، يجب أن تبقى العلاقة الزّوجيّة صلبة، مهما كان الثّمن. يمكننا أن نهتمّ بِوالدَيْنا، فقط  إن كانت الوحدة الزوجيّة لا تواجه أي خطورة.

عندما تكون هناك علاقة سليمة وواضحة بين الزّوجين، وعندما يحبّان ويرتبطان ببعضهما البعض، حينئذ لا توجد مشاكل مع والدَيْهما – هذا يعني عندما يحبّ الزّوج والدَيْ زوجته ويحترمهما، بقدر ما يحبّها؛ وعندما تحبّه الزّوجة، بِقَدَر يَقينِها وهي واثقة ومتأكّدة أن زوجها يُحبّها أكثر من أي شخص آخر. تبدأ بالتّذمر فقط عندما تشكّ في أنّ زوجها يخضع لتأثير أمّه، أو أنّه أعطى في الخفاء جزءًا من قلبه لأمّه ولا تزال لديها السّلطة عليه، حينها تجد الزّوجة ألف حجّة لتقول، «أمّك هذه! أمّك تلك!»

إن ذهبت لترى أمّك مرارًا (وأنت في الواقع تذهب لرؤيتها مرة واحدة في السّنة)، فستقول لك زوجتك: «لقد كنتَ هناك بالأمس!» أو «اتّصلت أمُّكَ وسألت، أين إبني؟»

عندما تكون الزّوجة متأكّدة تماماً من أن زوجها منسجمٌ معها كليًّا، بكلّ جسده وروحه، عندها، أظنّ أنّه لن تنشأ أيّة مشاكل. تظهر المشاكل عندما يتوقّف الزّوجان حتمًا عن كونِهما مرتبطَيْن، عندما لا يعودان مُتَرابِطَيْن بقوّةٍ ويظهر «تَسَرُّب» أو «خَلَل» في مكانٍ ما – حينها تبدأ المشاكل. ولكن عندما تكون الحياة الزّوجية سليمة، وعندما يتّحد الزّوجان ويحبّان بعضهما بعضاً، فلن تكون هناك مثل هذه المشاكل. تظهر المشاكل لعدم وجود تَماسُك، وهو أمر ضروريّ للعلاقات الزّوجيّة.

يُجِلُّ الرَّسولان بطرس وبولس جدًّا الزّواج والعلاقة الزّوجيّة. بعبارةٍ أخرى، حين تنظر إلى زوجتك، تعلّم أن تنظر إليها كشخص سوف تُصبح معها شريكًا لميراث ملكوت الله. متى تواجه صلاتُنا عوائق؟ عندما يعذِّبُنا ضميرُنا. عندما يخبِرُنا ضميرُنا أنّنا قُمنا بأمر سيئ ولدينا شيء ضدّ أخينا، فعندئذ لا يمكننا أن نصلّي، لأنّنا لا نملك الشّجاعة أمام الله. يملك الرّجل الشّجاعة عندما يُظهِر له  ضميرُه بوضوح أنّه فعل ما بوسعه. لذلك، من المهم جداً أن ننظر للآخر كَشَريكٍ لميراث ملكوت الله، ونعتبر الزّواج جهادًا روحيًّا: هذا هو السبب في أنّنا نعيش معًا - للعمل والدخول في ملكوت الله معًا.

لا نتزوّج لنعيش في سعادة دائمة، ويكون لدينا أطفال، ونحصل على منزل. لا، الفكرة الرّئيسيّة هي الدّخول معًا الى ملكوت الله، ممّا يعني أنّني مستعدٌّ لدفع أي ثمن في أيّ وقت، وأضحّي، وأتحمّل أي صعوبة في الزّواج. لذلك يجب ألّا يحصل انفصال عند أوّل ظهور للمشاكل. إذًا، عليك ألّا تفكّك زواجك عند أول ظهورٍ للمصاعب، وحتّى لو استمرّت هذه المصاعب، بل يجب الحفاظ على زواجك.

قد تقول، «نعم، ولكن في هذه الأيّام يتمّ تمييع الزّواج!» نعم، يتمّ تمييعُه. لكن في الواقع يجب أن يرتكز الزّواج ويُبنى على هذا الأساس، وأن تُبنى العلاقات المُشتركة على المسار المشترك بين الزّوجين نحو ملكوت الله. وهذا يعني أن عليهما أن يكونا سندًا لبعضهما البعض، وأن يسيرا معًا نحو ملكوت الله.

من المهمّ جدًا أن يتعلّم الزّوجان الصّلاة معًا. لذلك، لا تتجنّبا الصّلاة المشتركة، ولكن صَلِّيا معًا! دقيقتان على الأقل، لكن قِفا أمام الله وصلّيا معًا. سترى أن أولئك الذين يصلّون معًا كلّ يوم لن يشعروا بأيّة مشاكل. لماذا؟ لأنّه سيحين وقت الصّلاة، وتتبدّد كلّ المشاكل.

على سبيل المثال، تشاجَرْنا اليوم. في كلّ الأحوال، في المساء، سنصلّي معًا. ما الذي تستطيع فعله؟ كلّ واحد من جهة، ولكن نقف معًا أمام الله. نفعل كما يقول كتاب أقوال الآباء، عندما ذهب أحد الآباء الى الشّيخ وقال له: «ياروندا، أحزنني أخي جدًّا، ولا أستطيع مسامحته. لا أستطيع!"

أجابه الشّيخ: «حسنًا إذًا! تعال نصلّي».  وبدأ بالصّلاة: «أبانا الذي في السّماوات، ليتقدّس اسمك، ليأتي ملكوتك، لتكُن مشيئتك كما في السّماء كذلك على الأرض، خبزنا الجوهريّ أعطِنا اليوم، ولا تترك لنا ما علينا كما لا نترك نحن لمن لنا عليه».

فاعترض الأب الأوّل قائلاً: «كلّا يا أبتِ، هذا خطأ!»، نصلّي: «واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه!».

لكنّك قلتَ أنّك لن تغفر له! كيف سيسامحك الله؟ لهذا، «نتضرّع لك أيّها المسيح، ألّا تغفر ذُنوبَنا، كما نحن لا نغفر ذُنوب الآخرين...»

عندما تُصَلّي الى الله، فأنت تتواضع. صلِّ مع زوجتك، وسيحدث أوّل تَليِين في العلاقة، وسيبدأ الجرح بالشفاء، وسيتمّ بناء جسر.

هذا أكثر فائدة في حالة الأطفال. إنّ رؤية الأطفال لوالدَيْهِم يصلّون معًا تساعد على خلاصهم. أعرف الكثير من العائلات حيث يصلّي الجميع معًا. ماذا يمكنك القول هنا؟ أعتقد أن أفضل صورة تنطبع في هؤلاء الأطفال عندما يرون والِدَهُم يركع على ركبتيه ليصلّي، وأمّهم أيضًا. هل تعتقد أن هذه الصّورة سوف تُمحى من ذاكرتهم؟ أبدًا. سيبدأ الطّفل بتقدير والدَيْه تقديراً عالياً، ويحبّهما بشدّة، وسيكرِّمُهُما، وستكون هذه الصّورة أقوى سلاح له، حتّى عندما لا يستطيع والِداه إعطاءه أي نصيحة.

تبيّن أن المنزل الذّي يصلّي أفرادُه هو منزل مُتَماسك - خاصّة إذا تَعَلّمْنا، من خلال الحياة في الكنيسة، وقبل الصّلاة والنّوم، أن نطلب المغفرة من بعضنا البعض، قائلين: «سامِحْني، لقد أخطأتُ!»، ومن ثمّ الذّهاب إلى النوم. لم يَعُد هذا المنزل منزلًا، بل الجنّة - إنّه حقًا أفضل شيء يمكن أن يكون - الفردوس! عندما يبدأ الخلاف، يتحوّل المنزل إلى جهنّم، وهذا أمر فظيع.

ولا تظنّوا أنّ الأطفال لا يفهمون هذا: لديهم بديهة واسعة. تذكّر نفسك، عندما كنتَ طفلاً، أو، إذا كان لديك أطفال، راقِبْهُم. فتَرى كيف أطفالًا في الثّالثة والرّابعة من العمر يرافقون والدَيْهم إلى الاعتراف. هؤلاء الأطفال لديهم حَدَس عظيم؛ إنّهم يفهمون عندما لا ينسجم الأهل كما يجب. ربما لا يعبّر الوالدان شيئًا ظاهريًّا، فهم لا يتشاجرون أمام وَلَدِهِم، لكنّهم يُدركون أنّهم يواجهون مشكلة. لذلك، يتحمّل الآباء مسؤوليّة كبيرة. نحن أصبحنا راشِدين، وحتى إذا انتهَرْنا بعضَنا البعض، فلن نُواجه مشكلات نفسيّة، لكن الأطفال حسّاسون للغاية، وَهُم يُعانون من صدمة ويُصابون بمشاكل بسبب هذا.

لذلك، من المهمّ جدًا أن يتعلّم الوالدان الصلاة معًا. الأطفال الذين ينشأون في مثل هذه الظُّروف الرّوحيّة، أي حيث يصلّي الوالدان، يكون لديهم كلّ الشروط المُسبَقة للتوافق الكامل في عالم الطّفل الرّوحي. في العهد القديم هناك مشهد رائع حدث مع طوبيا. عندما تزوج سارة، وذهبا في المساء إلى غرفتهما، وقبل القيام بأي شيء آخر، ركعا وصلّا إلى الله هكذا: «يا ربّ! بارِك زواجنا وامنحنا طفلًا مباركًا، وثمرًا مباركًا، واحفظنا في كلّ أيّامنا، حتّى نكون مُرضيّين أمامك»[1].

هل تدركون نوع الأطفال الذّين سوف يولدون في ظلّ هذه الشّروط المُسبَقة وكيف ستكون الأسرة؟ وعندما يولد الأطفال في ظلّ أسوأ الظروف - في الخطيئة والهوى والشّهوة والأفعال المُعيبة فإنك تفهم ماذا سيحصل من هذا.

أنا لا أقول هذا فقط من جهة الكنيسة، بل كذلك من جهة علم النّفس. يوجد اليوم علم كامل لـ "علم الأجِنّة" الذي يدرس مدى أهمية اللّحظة التي تحبل فيها المرأة في رحمها بطفلٍ، الذي يحمل في داخله الرّمز الجينيّ منذ تلك اللّحظة بالذّات.

تحدّث الشّيخ بورفيريوس باستمرارٍ عن ذلك: فهو ينصح الزّوجَيْن بِعلاقات يسودُها الانسجام الشّديد قبل الحَبَل بأطفالهم، لأنّك تُسهّل مجيء شخصٍ إلى العالم. هل تُدرك أنّك أصبحْتَ مشاركًا في العمل مع الله، مُشارِكًا في خلق انسان في العالم؟ فأنتَ لا تَلِدُ نوعًا من الوحوش، أو هرًّا صغيرًا، أو نوعًا من الأثاث، بل إنسانًا كاملًا، تأنّس الله من أجله.

لكن هذه الحياة الزّوجية المُقَدّسة تحوّلت إلى فسق، ويُنتِجون منها إعلانات وأشرطة فيديو ويبيعونها. لقد تحوّل العمل الأكثر قداسة لخلق الإنسان إلى مشهد مثير للاشمئزاز يمكن القيام به في أي مكان...[2]

 

http://orthochristian.com/113948.html

 

 

[1]. طوبيا 4:8-9: ووعظ طوبيا البكر وقال لها يا سارة قومي نصلي الى الله اليوم وغدا وبعد غد فانا في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله وبعد انقضاء الليلة الثالثة نكون في زواجنا، لأنّا بنو القديسين فلا ينبغي لنا ان نقترن اقتران الامم الذين لا يعرفون الله.فقاما معا وصليا كلاهما بحرارة حتى يعافيهما. و قال طوبيا ايها الرب اله ابائنا لتباركك السماوات والارض والبحر والينابيع والانهار وجميع خلائقك التي فيها، انت جبلت ادم من تراب الارض واتيته حواء عونا.والان يارب انت تعلم اني لا لسبب الشهوة اتخذ اختي زوجة وانما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك الى دهر الدهور.وقالت سارة ايضا ارحمنا يا رب ارحمنا حتى نشيخ كلانا معا في عافية.

[2]. لا يعني هذا أنّنا نشوّه سُمعة الأطفال الذين يولدون في هذه الأجواء، فكثيرٌ من الأطفال يولدون بسبب "خطأ” أو بسبب علاقة عنيفة. بمؤازرة الله ومن خلال حبّ الأم وعملها الرّوحي، سيولد هؤلاء الأطفال ويكبرون بروحانيّة سليمة.